الأربعاء
05.01.2022
م.الشايع:نطمح إلى الوصول لمناطق عالمية مختلفة من الخليج العربي وباقي الدول العربية التي وردتنا منها طلبات لافتتاح الامتياز التجاري
 

أكد المهندس محمد الشايع الرئيس التنفيذي لشركة الأعمال الحقيقية  ريل برجر، أن العلامات السعودية أصبحت تنافس بشكل قوي العلامات العالمية وذلك بسبب تفوق العلامات المحلية، وقال المهندس  الشايع في حوار خاص مع مجلة (الفرنشايز) إن قطاع المطاعم هو قطاع واعد في كل مكان وزمان، لا يتوقف ولكن قد تتغير ثقافته مع مرور الوقت، وعلى من يرغب الدخول في قطاع الأغذية والمشروبات أو المقاهي أن يبني خطة عمل واضحة ودراسة النماذج الناجحة في السوق السعودي ولا يستهين بالدراسات والتجارب السابقة للمنافسين.. إلى الحوار:

 كيف كانت بداية الضيف وسر توجهه لقطاع المطاعم؟

بداية انطلقنا في نهاية عام 2014 من أول فرع لـ"ريل برجر" في حي الريان بالرياض، حققنا نجاحًا مستمرًا ورأينا إقبالاً عاليًا من العملاء ولمسنا ارتياحهم بتجربة برجر محلي محضر بشكل طازج ويومي بأعلى معايير الجودة؛ مما أدى إلى رغبتنا في تجديد خيارات العميل من أصناف تميزنا مثل برجر الرمان وعدة الشواء الجاهزة.

وكان رفع ذائقة محبي البرجر هي غايتنا الأولى، وكنا نسعى دومًا إلى تلبية رغبات عملائنا المخلصين ومتابعة أكثر الأطعمة والنكهات شيوعًا بين الناس .

 

بعد هذه المسيرة من العمل في قطاع المطاعم؟ هل تنصحون رواد الأعمال الجدد بالدخول في هذا القطاع؟

قطاع المطاعم هو قطاع واعد في كل مكان وزمان، لا يتوقف ولكن قد تتغير ثقافته مع مرور الوقت. في دراسة وجدوا أن حجم سوق المطاعم يبلغ قرابة 80 مليار ريال سعودي، ويتم إنفاق 5.7% من الدخل على الطعام والشراب.

ولذا، على من يرغب الدخول في قطاع الأغذية والمشروبات أو المقاهي أن يبني خطة عمل واضحة ودراسة النماذج الناجحة في السوق السعودي، ولا يستهين بالدراسات والتجارب السابقة للمنافسين في المجال والصعوبات التي واجهتهم.

 

عامل الوقت هو عامل مهم في مجال المطاعم مثل أي استثمار آخر، قد لا ترى نتائج جهودك في أول عام أو عامين، ولكن من المؤكد أنها ستظهر مستقبلاً في حال تم التسويق لها بالشكل المطلوب واستخدام الأدوات الصحيحة للتسويق دون هدر الأموال على الطرق التقليدية والدعايات الشائعة والمكررة، إذ إن التسويق هو المحرك الأساسي لعملية نجاح العلامة، وكذلك تحديد الفئة المستهدفة بشكل صحيح سيقطع طريقًا طويلاً ويختصر الكثير من الوقت.

من واقع خبرتك، أيهما أفضل: الاستثمار في قطاع المطاعم بشكل مباشر، أم عبر الفرنشايز؟

أرى أنه لكل تجربة خبراتها الخاصة وتعتمد بشكل كلي على الخبرات الشخصية والتوجه. الدخول في قطاع المطاعم دون الخبرة الكافية قد يلحقه أضرار جسيمة إن لم يكن مبنيًا على خبرة قوية ورأس مال كافٍ وشركاء متعاونين، وكذلك تجنب الأخطاء الشائعة كعدم بناء الأسعار على أساسات صحيحة أو تكرار المنتجات دون وجود ما يميزها.

بينما في الامتياز التجاري "الفرنشايز" يتلقى صاحب الفرنشايز الدعم اللوجيستي من مانح الامتياز وتدريب الموظفين وأدلة تشغيل مبنية على تجارب سابقة تضمن نجاح سير العمل، كما أن وجود علامة قوية مميزة تملك حصة سوقية كبيرة تجعل فرصة نجاح الاستثمار أعلى.

تغيب الأرقام الدقيقة عن سوق المطاعم وحجمه الحقيقي بالمملكة، فهل هذا أثر على تنظيم العمل في القطاع والاستثمار فيه؟

توظيف الكوادر مهم في هذه النقطة، لأن توظيف كوادر ناجحة بخبرات مماثلة للمجال ومنحهم الثقة اللازمة لمتابعة الأرقام والعمل على رفع مستواها مما يزيد في كسب ثقة العملاء الحاليين لديك.

كما أنه وفقًا لبرنامج جودة الحياة، وهو أحد برامج رؤية المملكة 2030، تعد المملكة متأخرة نسبيًا من ناحية معدل المطاعم إلى السكان ويستهدف رفع معدل المطاعم إلى 3010 مطاعم لكل مليون نسمة بحلول 2030. لذا، من المهم الرجوع إلى المنصات المحلية لتحليل المبيعات والعملاء، والتي تساعد في الحصول على الأرقام المناسبة وإحصائيات دقيقة مثل أداة  Fruits 360التي يُعتمد عليها بشكل كبير في سلسلة مطاعم "ريل برجر" وغيرها الكثير من أدوات التحليل.

 بدأ ينتشر الكثير من العلامات السعودية وتسجل حضورها اللافت.. ما هي شروط النجاح لهذه العلامات؟ وهل هذا يؤثر في دخول العلامات العالمية؟

مع عودة النمو الاقتصادي وتوجه الهيئة العامة للترفيه لدعم قطاعات الأطعمة من خلال مواسم السعودية استطاعت العلامات السعودية إثبات نفسها وتسجيل نجاح باهر تمكنت به من منافسة السوق العالمي والتفوق عليه محليًا. وأتى هذا النجاح على عدة أمور منها كون المالك من نفس ثقافة العملاء، وهذا مما لا شك فيه يساعد على الوصول لمتطلبات العميل العاطفية والعقلية للحصول على مبيعات من خلاله وتحقيق الأهداف المرجوة، كما أن توظيف الكوادر الوطنية واستخدام الأدوات المناسبة كالتقنيات الحديثة لتسهيل عمليات الإنتاج يساعد في تحقيق هذا النجاح.

اليوم أصبحت العلامات السعودية تشكل خطرًا على العلامات العالمية، ومن المحتمل خلال الفترة المقبلة نرى انسحابًا منهم وذلك بسبب تفوق العلامات المحلية، كما شاهدنا ذلك على عدة مطاعم عالمية سحبت البساط منها المطاعم السعودية وأعلنت الشركات انسحابها في السوق السعودي.

أثرت كورونا في قطاع المطاعم بشكل أو بآخر.. كيف استفاد القطاع من ظروف الجائحة وتكيف معها؟

من أبرز النقاط التي ساهمت في الاستفادة من ظروف الجائحة هو أحد أهم منتجاتنا (صندوق الشواء) الذي قمنا بتكثيف إنتاجه والترويج له مما جعل العملاء يقتنونه بشكل كبير. كما أننا قمنا بإزالة رسوم الامتياز التجاري بشكل مؤقت خلال فترة الأزمة لنساعد أصحاب الامتياز في المحافظة على مستوى المبيعات، ونبع هذا من دافع المسؤولية الاجتماعية والتكاتف معهم لاجتياز هذه الأزمة.

بدأت المطابخ السحابية بتسجيل حضورها الفعلي هنا.. هل سيكون لها تأثير على المطاعم القائمة؟ وهل ترون أن المستقبل للمطابخ السحابية؟

ساعدت المطابخ السحابية في رفع مستوى المبيعات في طلبات التوصيل، كما أنها تهدف إلى تكثيف نقاط البيع عن طريق الإنتاج بكميات ضخمة والتي تعرف بـ"Mass Production"، وتعتمد بشكل كبير على الفريق العامل هناك، إذ إنه المحرك الأول لنجاح هذا المطبخ أو عدمه من خلال تقليل الوقت المستغرق في الإعداد والتغليف. ومما يساعد على نجاحها هو جودة المنتج المقدم التي تضمن أن يصل الطلب للعميل كما هو محضر في الطلبات المحلية.

هل تشجع الحصول على علامات خارجية للسوق السعودية؟

السوق كبير ويتسع للجميع، كما أننا نستفيد من خبرات بعضنا البعض ونتبادل المعرفة فيها، ووجود علامات خارجية داخل السوق السعودي لا يشكل خطرًا، بل يساعد في تجديد السوق وتعدد الخيارات فيه ويزيد من روح المنافسة الشريفة.

 كيف ترون نظام الامتياز التجاري ودوره في تشجيع العمل بالفرنشايز؟

نظام الامتياز التجاري السعودي والتابع لوزارة التجارة هو نظام فريد من نوعه، متميّز ببنود تحمي وتحفظ حقوق جميع أطراف الامتياز التجاري من مانح الامتياز التجاري وصاحب العلامة التجارية وحتى الموردين. اليوم نظام الامتياز التجاري هو المرجع الأول لكافة اتفاقيات الامتياز التجاري في المملكة العربية السعودية؛ مما يجعل صاحب الامتياز التجاري مطمئنًا بنظام يحمي حقوقه وتحفظ حقوق صاحب العلامة التجارية من التشويه والتزييف أو أي ضرر قد يلحق بها.

 مع كثرة المقاهي في مختلف أنحاء المملكة، هل هذا المجال ما زال مغريًا للاستثمار فيه مع أنباء عن إقفال محل هنا أو هناك؟

تعدد المقاهي وكثرة الطلب عليها في السوق أمر محبب، خصوصًا أن العلامات السعودية المختصة أصبحت تنافس وبقوة العلامات العالمية وأثبتت جدارتها بفترة وجيزة. وفيما يتعلق بإقفال المحلات، فهذا يعود إلى عوامل عدة لم يأخذها مالك المقهى في الاعتبار، مثل موقع المحل والأسعار وجودة المنتجات ودراسة المنافسين بشكل كبير وتسهيل حصول العميل على المنتج، وإخراج ميزة تنافسية تتفرد بها عن غيرك، وأيضًا كثرة الاستنساخ لكل فكرة تخرج وتحقق أهدافًا سريعة.

ما هي خططكم المستقبلية للتوسع محليًا وخارجيًا؟

بقدر حرصنا على التوسع والانتشار نحرص بشكل كبير على المحافظة على الجودة المقدمة وعدم فقد ثقة العميل بجودة المنتجات والخدمات مع دراسة سلوك المستهلك والتغيّر الديموغرافي للمدن. نسعى للتوسع واستهداف مناطق محلية تملك قوة شرائية عالية. كما أننا نطمح إلى الوصول لمناطق عالمية مختلفة من الخليج العربي وباقي الدول العربية التي وردتنا منها طلبات لافتتاح الامتياز التجاري فيها وما زالت تحت الدراسة.. نأمل أن نصل خلال الربع الأول من 2022 إلى مناطق جديدة وأن يبلغ عدد فروعنا أكثر من أربعين فرعًا.

كيف تأسست "ريل بزنس"؟ وما أهم العلامات التجارية لديها؟

 بدأت رحلة "ريل بزنس" في عام 2017 بعد مسيرة نجاح مميزة لفروع "ريل برجر"، بقيادة أهم رواد الأعمال في مجال الأطعمة والمشروبات ممن يحملون خبرات واسعة وتجارب ناجحة في ريادة الأعمال.. أنشأنا "ريل بزنس" لصب هذه الخبرات في منشأة واعدة قوية الأساس.

من أهم علاماتنا التجارية هي "ريل برجر"، التي تعتبر حجر الأساس لهذا الكيان الناجح. ونملك عددًا من العلامات الناشئة في تقديم الحلويات بقيادة الشيف السعودي غسان سكر، وكذلك منصة تحت اسم "كادويا "تهتم بخدمة المطاعم والمقاهي والفنادق بمنتجات المخبوزات والحلويات بمحتوى عصري متناسب مع تطلعات السوق المحلي.

 

 تمنحون حقوق الامتياز التجاري.. من هم المؤهلون للحصول على الامتياز؟

عندما توجهنا لمنح الامتياز التجاري كان لدينا أساس واضح وخطوط إنتاج تصل إلى جميع أنحاء المملكة مع ضمان وصول المنتج للفرع بشكل دوري للمحافظة على جودته ووصوله طازجًا للعميل.

نرى أن الشريحة المستهدفة من أصحاب الامتياز التجاري هم المستثمرون ورواد الأعمال ممن لديهم الخبرة الكافية لإدارة المشروع والأفراد من الشباب الطموح القادر على إدارة فروعه وإطلاق العلامة التجارية في المنطقة وإيصالها للعميل بالصورة المطلوبة وفق المعايير الثابتة لدينا. كما يجب أن يكون لديه القدرة والملاءة المالية لمواجهة أي تحديات أو عقبات قد يواجهها خلال المرحلة التأسيسية مع استمرارية النمو والتطور.

ونظرًا لأن معظم الموردين لدينا هم موردون عالميون ومرخصون محليًا في المملكة العربية السعودية، فعلى من يرغب في الحصول على الامتياز التجاري من خارج المملكة العربية السعودية التأكد من وصول كافة المواد له بالمعايير المطلوبة، أمَّا في حال عدم توريد المواد إلى دولة الامتياز التجاري فيجب على صاحب الامتياز التجاري تقديم قائمة بالموردين المعتمدين والمرخصين في دولة الامتياز التجاري، ويتم إرسال فريق مختص للتأكد من مطابقة المعايير والجودة.

 

 كلمة أخيرة

تتميز المملكة العربية السعودية بتقديم تقارير وأرقام واضحة بشكل مستمر في كافة قطاعات الاستثمار في السوق السعودي وذلك بدعم من الهيئة العامة للإحصاء مما يجعل دراسة جدوى المشروع دقيقة، كما يوجد لوائح وأنظمة تحمي كافة أطراف الاستثمار؛ لذلك يجب متابعة الهيئات والجهات الحكومية بشكل مستمر للاطلاع على الالتزامات، مع وجود تصور واضح للتكاليف التي سيتم صرفها على المشروع.

الشباب اليوم طموح، ولكن من الواجب عليه أن يبحث ويثقف نفسه.. مجالات الاستثمار واسعة ومتعددة، وقد يكون قطاع المطاعم هو الأسرع نموًا وانتشارًا في كافة الأزمان.


الأكثر شيوعاً في المنتدى