باب البحر مطعم للأكلات الليبية والتونسية

باب البحر مطعم متميز بل يعد أحد المطاعم القلائل التي تقدم المطبخ الليبي والتونسي بطريقة فريدة .افتتح يوليو الماضي في مدينة دهب، وهناك العديد من عوامل الجذب لهذا المطبخ لأنه يجمع ميزات جميلة مثل تنوع المذاق من الحرّاق للحلو وحادق حتى الأطباق التي تناسب النباتيين المتشددين، ويعمل باب البحر أن ابراز  قائمة الأطباق التي يقدمها التنوع وهذا ما جعله يقوم بعمل محتوى تعريفي يشرح أصول الأكلات وتاريخها.

ويقدم باب البحر تقريبا أشهر الأكلات في المطبخ المغربي الكبير عند كل بلد فتجد المكرونة المبكبكة الليبية هي سفيرتهم في المطبخ العالمي، الكسكسي التونسي الذي أعلنته منظمة اليونسكو العام الماضي من التراث اللا مادي لتونس والجزائر والمغرب، والطاجن المغربي الغني عن التعريف. ومن الأطباق الرئيسية الثلاثة اخترنا أكلات جانبية من المغرب الكبير.

ويعد هذا المطعم هو نتاج جهد متميز لفتاتين عاشقتين للعمل هم ريهام وندى بنات عم من أصول ليبية تونسية مصرية ودفعهم حبهم لمصر للعودة والاستقرار في القاهرة بعد جولة عالمية عملوا من خلالها في العديد من المجالات منها التدريب والتعليم والعقارات والضيافة وصناعة المحتوى لكن شغفهم وحبهم تجسد في مطعمهم.

وقالت ريهام باب البحر هو تتويج لحلم كانت بدايته منذ خمسة سنوات بدأت تتبلور وتتشكل الفكرة إلى أن وفقنا الله وقمنا بافتتاح كافيه في القاهرة وأخذنا الموضوع على محمل الجد واعتبرناه فرصة للتعلم الذاتي إلى أن أصبحت ظروفنا الشخصية مناسبة للانتقال من القاهرة لمدينة دهب الساحرة وهي المكان الذي رأينا فيه الفرصة الكبيرة لنجاح فكرتنا وتميزها دون أن نغرق في المنافسة الشرسة التي يواجهونها أصحاب المطاعم الناشئة في القاهرة فانطلقنا مباشرة.

وأوضحت ندى مضمون الفكرة التي تتجسد في مطبخ المغرب الكبير الذي لا يعرف عنه العالم إلا القليل وكثيرُه كنز مدفون يحتاج شجاعة ومبادرة لذا نعتبر مطعم باب البحر سفير لثقافتنا وعاداتنا المتنوعة في واحدة من أجمل الوجهات السياحية في مصر وأكثرها خصوصية.

وأضافت ندى نتميز بعدة أشياء ليست وليدة الصدفة إنما نحن مدركين من الأول أن هويتنا وجودة منتجاتنا هي رأس مالنا غير المادي إن صح التعبير فاهتممنا أن نبرزهما.

ومن هنا كان لا بد ان يكون المطبخ مفتوحا بمعنى أن يشاهدنا الضيف ونحن نقوم بتجهيز الأكل في جميع مراحل الاعداد كما يرانا ونحن نعد السلطة في وقتها.

وأكدت ريهام على استخدام اللحوم الطازجة لأن المطبخ المغاربي معتمد بشكل رئيسي على اللحوم، وأضافت الوجبة لدينا تستغرق وقت من نصف إلى ساعة إلا ربع تقريبًا.

لذلك وفرنا وسائل ترفيه للضيوف في وقت الانتظار حتي تجهيز الطعام منها كتب بلغات مختلفة، ألعاب للأزواج والمجموعات وفي أحيان كثيرة يواصلون اللعب حتى بعد تقديم الأكل كذلك لدينا باقة ضخمة من الأفلام والمسلسلات الحديثة متوفرة في الصالة الداخلية.

ونوهت نقدم المياه مجانا لضيوفنا دائما، وبعد الأكل نقدم كوب شاي سواء ليبي أو مغربي.

وواصلت ريهام نواجه تحدي صغير هذه الفترة من ناحية مواعيد العمل لأن المدينة لها طابع خاص من حيث نوع السياحة ومواسمها، فالشهور القليلة اللي فتحنا فيها إلى الآن كان موسم الصيف والسياحة الداخلية فمن الطبيعي إن نستقبل الرواد من فترة العصر إلى الثانية أو الثالثة فجرا لكن فترة الشتاء تجذب نوع آخر من السياح وأهمهم هواة الغطس وممارسي الرياضات المائية وهذه الفئة يبدأ يومهم مبكرا لذلك قمنا بتعديل مواعيد العمل بحيث نستقبل الرواد من الثانية عشرة ظهرًا حتى الحادية عشرة مساءً.

واختتمت ندي مرحلة ما قبل الانطلاقة كانت صعبة للغاية بسبب عدد المشككين في مدى تقبل الناس لمطبخ غير معروف وكان أكثر الآراء تفاؤلا يؤكد أن الحل الوحيد أن يكون مطعم "مغربي" لشهرته لكن بصراحة بعد الافتتاح تفاجئنا بشجاعة الكثيرين الذين قالوا إنهم أول مرة يخوضوا تجربة الأكل من المطبخ التونسي والليبي خصوصا، وتتنوع جموع الضيوف الوافدة لمطعم باب البحر وزيارتهم الأولى دائما لها سبب خاص منهم من قام بزيارة تونس أو ليبيا وآخرين قضوا طفولتهم في واحدة من هذه البلدان ومنهم من خاض تجربة خطوبة وبالرغم من انتهاء التجربة إلا أنه لا زال يكن الحب لهذا المطبخ.

لكن الأهم أن بعد الزيارة الأولى يعودون لأسباب تخص باب البحر وهذا ما نحرص أن يقوم ضيوفنا بتوثيقه بأنفسهم في "كتاب الضيوف".