ناس: نقلة نوعية لاتحاد الغرف العربية

السبت
04.02.2023
سمير ناس رئيس اتحاد الغرف العربية: استراتيجية الاتحاد للمرحلة المقبلة إحداث نقلة نوعية في قاعدة خدماته وأعماله
 

أكد رئيس اتحاد الغرف العربية سمير ناس أن  الاتحاد يولي اهتماما كبيرا لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدان العربية والأجنبية الصديقة وكذلك مع الدول الإفريقية. وقال السيد ناس في حوار خاص مع مجلة الفرنشايز أن الاتحاد  أنشأ الغرف المشتركة لتعمل على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية بين الدول العربية والدول الأجنبية المضيفة لهذه الغرف. وكان للاتحاد دور هام في قيام هذه الغرف باعتباره إحدى الجهات العربية المسؤولة عنها إلى جانب جامعة الدول العربية .

إلى الحوار...

نود تعريف القراء بنشأة الاتحاد وانطلاقته؟

- تقرر إنشاء الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية خلال المؤتمر الأول الذي عقد في غرفة الإسكندرية التجارية في مدينة الإسكندرية بتاريخ 8 أيار (مايو) 1951، وتمّ وضع النظام الأساسي للاتحاد في المؤتمر الثاني الذي عقد في بيروت بتاريخ 16 كانون الأول (ديسمبر) 1951 حيث جرى الإعلان عن قيام الاتحاد، الذي اتخذ منذ ذلك الحين مدينة بيروت مقراً لأمانته العامة.

ويمثّل الاتحاد شخصية اعتبارية إقليمية مستقلة غير حكومية ولا تهدف للربح، وتم تعديل اسمه ليصبح اتحاد الغرف العربية Union of Arab Chambers UAC  في الدورة (120) لمجلس الاتحاد التي عقدت في مدينة مسقط، سلطنة عمان، بتاريخ 26 آذار (مارس) 2016.

وكان الدافع الأساسي لإنشاء الاتحاد وعي رجال الأعمال العرب إلى أهمية التعاون الإقليمي كوسيلة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية العربية. فكان الاتحاد أول مؤسسة اقتصادية عربية تعمل على المستوى غير الحكومي لتروّج فكرة التعاون والتكامل الاقتصادي بين البلاد العربية. وقد لعب الاتحاد دوراً هاماً في دفع عجلة التعاون التجاري بين البلاد العربية على الصعد التجارية والاستثمارية. كما وكان الاتحاد سباقاً إلى الدعوة لإنشاء السوق العربية المشتركة ووضع المبادئ العامة التي يجب تنفيذها بهدف تحقيق الوحدة الاقتصادية بين البلاد العربية.

ما هي أهم الأهداف التي عمل عليها الاتحاد منذ تأسيسه؟

- يعدّ اتحاد الغرف العربية الممثل الشرعي للقطاع الخاص العربي، وتتمثل أهدافه في ما يلي:

أولاً: تحقيق التكامل الاقتصادي العربي في إطار صيغة شاملة وفاعلة ومتطورة، بحيث يستطيع أن يتعامل ويتعاون مع التكتلات الاقتصادية الأخرى على أسس متكافئة تضمن مصالح كافة الأطراف وتساهم في تحقيق الازدهار العالمي.

ثانياً: تمثيل كافة القطاعات الاقتصادية عربيا وإقليمياً ودولياً من منظور أصحاب الأعمال العرب، بحيث يعبّر عن آرائهم وطموحاتهم، وينسّق ويبلور مواقفهم تجاه القضايا والسياسات الاقتصادية المختلفة، ويدعم دورهم في تنمية وتكامل اقتصاداتهم الوطنية.

ثالثاً: تعزيز دور الغرف الأعضاء واتحاداتها كممثل لمجتمعات الأعمال والقطاع الخاص في بلادها، ودعم أجهزتها الفكرية والإدارية وقدراتها التقنية والمعلوماتية لأداء هذا الدور على أكمل وجه، وتنسيق آرائها ومواقفها لدى الهيئات والمنظمات الاقتصادية الإقليمية والدولية، ومساندة جهود الاتحادات النوعية والمشاريع والمنظمات الاقتصادية العربية التي تخدم نشاطاتها أهداف الاتحاد.

رابعاً: العمل على رفع كفاءة ومردود خطط وبرامج وجهود التنمية في العالم العربي، من خلال توفير فرص العمل الكافية وتوظيف ركائز اقتصاد السوق القائمة على إطلاق حرية المنافسة العادلة، ومنع الممارسات الاحتكارية وضمان تكافؤ الفرص، تحقيقاً للعدالة والتوازن الاجتماعي، مما يسهم في إطلاق الطاقات الإنتاجية والقدرات الإبداعية، والتوظيف الأمثل للتطورات التقنية في فتح الأسواق واجتذاب الاستثمارات.

خامساً: السعي لإرساء وتطوير الشراكة التنموية التكاملية بين الدول العربية من جهة، والمشاركة العادلة لكل فئات المجتمع وشرائحه في جهود التنمية وثمارها داخل كل دولة من جهة أخرى، لما في ذلك من انعكاسات إيجابية ومباشرة على ترسيخ السلام والازدهار والاستقرار في هذه الدول والعالم.

تتنوع مهام الاتحاد ومسؤولياته، ما هي أبرزها؟

تتعدد المهام والمسؤوليات التي يقوم بها اتحاد الغرف العربية منذ تأسيسه، حيث يعمل على دعم الجهود الحكومية والأهلية الهادفة إلى التكامل والتنسيق بين اقتصادات الدول العربية في جميع القطاعات والأنشطة التجارية والصناعية والزراعية والمالية والاستثمارية والخدمية وغيرها من القطاعات والأنشطة الاقتصادية.

كما يعمل الاتحاد على تشجيع التجارة العربية البينية ودعم منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وصولاً إلى السوق العربية المشتركة، بحيث يتم تبادل السلع والخدمات وتنقّل الأشخاص والأموال الوطنية بين كافة الدول العربية دون قيود جمركية أو إدارية أو غيرها. بالإضافة إلى استقصاء مجالات وفرص الاستثمارات العربية المشتركة والعمل على التعريف بها والترويج لها وتسهيل تنفيذها وقيامها داخل الدول العربية.

كيف يمارس الاتحاد مهامه وأعماله؟

يقوم اتحاد الغرف العربية في سبيل، تعزيز العمل العربي المشترك، بتنسيق السياسات والتشريعات الاقتصادية بين الدول العربية، والعمل على توطين الاستثمارات العربية ضمن المنطقة العربية واجتذاب الاستثمارات الأجنبية وخاصة المباشرة منها إلى الدول العربية. كما يولي الاتحاد اهتماما بارزا بتمكين كافة فئات المجتمع وخاصة الشباب وصاحبات الأعمال، من المساهمة الإيجابية في مسيرة التنمية في الدول العربية، ودعم وتعزيز المبادرات الذاتية لرواد الأعمال، ودعم الجهود الحكومية الرسمية في القضاء على البطالة وتحسين مستوى المعيشة للمواطن العربي. كما تمكّن الاتحاد من دعم العلاقات بين مجتمع الأعمال العربي ونظيره في مختلف دول العالم، حيث أن الاتحاد في سبيل تحقيق ذلك يقوم بإنشاء الغرف العربية - الأجنبية المشتركة، والغرف العربية في الدول الأجنبية، على أن يقوم المجلس بإعداد النظم والمبادئ الخاصة بتأسيس وإدارة هذه الغرف، بما يضمن حسن قيامها بعملها في إطار التشريعات التي تحكمها.

 

تتنوع أنشطة الاتحاد وفعالياته وكان له دور بارز واساسي بدعم التعاون الاقتصادي العربي، ماهي أبرز محطات العمل في هذا السياق؟

- نشاطات الاتحاد عديدة ومتنوعة تصب أساساً في دفع جهود التكامل الاقتصادي العربي وتفعيل دور القطاع الخاص في هذا المجال. ولقد كان الاتحاد من أوائل الداعين الى إقامة مجلس الوحدة الاقتصادية العربية عام 1964. وساهم الاتحاد مساهمة أساسية وفعالة في أعماله، حيث تقدّم بمشروع السوق العربية المشتركة الذي لقي موافقة مجلس الوحدة الاقتصادية العربية. وبعد فشل هذا المشروع الذي اصطدم بعقبات التجزئة والقطرية، لم تتوان عزيمة الاتحاد، فاستمر بالمتابعة مع جامعة الدول العربية إلى أن نجحت الجهود في إطلاق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في مطلع عام 1998 تمهيدا لإقامة اتحاد جمركي عربي ومن ثم السوق العربية المشتركة.

كان للاتحاد دور هام في دعم العلاقات العربية مع العديد من الدول، ماذا تحقق على هذا الصعيد؟

- يولي الاتحاد اهتماما بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدان العربية والأجنبية الصديقة وكذلك مع الدول الإفريقية. ولهذا أنشأ الاتحاد الغرف المشتركة لتعمل على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية بين الدول العربية والدول الأجنبية المضيفة لهذه الغرف. وكان للاتحاد دور هام في قيام هذه الغرف باعتباره إحدى الجهات العربية المسؤولة عنها إلى جانب جامعة الدول العربية  . وتوجد حالياً غرف تجارية عربية أجنبية مشتركة في أنحاء مختلفة من العالم: في أوروبا، والولايات المتحدة الأميركية والبرازيل والأرجنتين وكينيا. كما أقام الاتحاد غرفا مشتركة على أساس قسمين متقابلين لدى الاتحاد ولدى الجهة الأخرى التي يرتبط الاتحاد معها بموجب اتفاق تعاون مثل الغرفة التجارية العربية الصينية والغرفة التجارية العربية - الهندية، والغرفة التجارية العربية – التركية، ومجلس الأعمال العربي الروسي.

ولقد ساهمت هذه الغرف في لعب دور بارز وحيوي، في تعزيز العلاقات العربية – الأجنبية، حيث نجحت هذه الغرف منذ تأسيسها في توثيق العلاقات بين القطاع الخاص العربي والقطاع الخاص الأجنبي، وبناء جسور التعاون على أكثر من صعيد، على قاعدة المصالح المشتركة للدول العربية والدول الأجنبية التي تعدّ تاريخيا شريكا هاما للعالم العربي.

 

ما هي رؤية الاتحاد للمستقبل لتعزيز العمل العربي الاقتصادي وتفعيل دور الغرف التجارية العربية؟

- تشمل استراتيجية عمل الاتحاد للمرحلة المقبلة، انطلاقاً من تطوير نشاطاته وأعماله لخدمة الغرف والاتحادات العربية والقطاع الخاص، بالإضافة لما يقوم به حالياً، إحداث نقلة نوعية في قاعدة خدماته وأعماله، بحيث يعمل على تقديم نشاطات جديدة للغرف والاتحادات العربية والغرف العربية الأجنبية المشتركة، إضافة إلى توسيع وزيادة شبكة علاقاته على الصعيدين العربي والدولي وحضوره على المستوى الإقليمي والدولي، والمساهمة في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية الداعمة للتعاون بين مجتمعات الأعمال العربية.

 

ما هي اهم الفعاليات القادمة للاتحاد خلال الفترة المقبلة؟

- يزخر جدول أعمال اتحاد الغرف العربية، بعدد هائل من النشاطات في المرحلة القادمة، حيث سينظّم الاتحاد القمة الاقتصادية العربية – الفرنسية في شهر آذار (مارس) وستحظى هذه الفعالية برعاية رئيس الجمهورية الفرنسي ايمانويل ماكرون. كما سينظم المنتدى الاقتصادي لسيدات الأعمال العرب – الروس بعنوان: "المرأة المستقبل الرقمي" بتنظيم مجلس سيدات الاعمال في الامارات، ومجلس الأعمال الروسي العربي، والاتحاد العام للغرف الإماراتية، والغرفة الاتحادية لروسيا.

كما سينظّم الاتحاد قمة الاستثمار العربي الافريقي وريادة الأعمال، وملتقى الاستثمار السنوي AIM، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا (باديا)، ومكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في البحرين. وأيضا ضمن فعاليات الاتحاد الهادفة إلى تعزيز التعاون مع دول العالم، سينظّم الاتحاد الدورة 10 لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين والدورة 8 لندوة الاستثمارات بالتعاون بين جامعة الدول العربية، والمجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية CCPIT، واتحاد الغرف السعودية، واتحاد رجال الأعمال العرب. بالإضافة إلى الكثير من النشاطات التي تصبّ جميعها في سياق تعزيز العلاقات العربية – العربية والعلاقات العربية – الأجنبية.

 

للاتحاد دور هام بدعم ريادة الاعمال، ما أبرز ملامح هذا الدور؟

- إن الآلية المثلى لتوفير فرص عمل للشباب تكمن في صقل قدراتهم على إنشاء مشاريعهم الخاصة في القطاعات الاقتصادية المجدية كالصناعة والزراعة والخدمات. وإيمانا من الاتحاد بدعم قدرات الشباب العربي تمّ عام 2012 التوقيع على آلية العمل المشترك في مجال التمكين الاقتصادي للشباب بين اتحاد الغرف العربية والمركز العربي الإقليمي لتدريب وتنمية رواد الأعمال والاستثمار التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية (اليونيدو) في مملكة البحرين.

ومن المبادرات الهامة التي أطلقها اتحاد الغرف العربية في سبيل دعم ريادة الأعمال ورواد الأعمال العرب، تنظيم مسابقة "رالي العرب لريادة الأعمال"، حيث جرى تنظيم نسختين من هذه المسابقة بين عامي 2019 و 2022.

ولقد حقق الفائزون في مسابقة رالي العرب لريادة الأعمال بنسختيها الأولى والثانية، والتي ينظمها اتحاد الغرف العربية بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو- البحرين)، نجاحا باهرا في مسيرتهم العمليّة، حيث أعلنت مجلة فوربس، عن الشباب الأكثر تأثيرا والمبدعون الذين أثبتوا بصماتهم بالمنطقة وخارجها، حيث ضمت القائمة في فئتها للتأثير الاجتماعي، كلاً من وضاح ملاعب (لبنان) والفائز بالمركز الأول في مسابقة رالي العرب لريادة الأعمال في البحرين 2019، وحسن الحراكي (سوريا) والفائز بمسابقة رالي العرب لريادة الأعمال دبي 2022.

وتشكّل مسابقة "رالي العرب لريادة الأعمال"، مبادرة لتعاون عربي وإقليمي متميز، حيث شارك بالمسابقة في نسختيها الأولى والثانية، العشرات من شباب رواد الأعمال من طلبة الجامعات وخريجيها، من سائر الدول العربية، وذلك بهدف ربطهم باحتياجات سوق العمل وخلق المزيد من الوظائف بما يؤدي إلى المساهمة في التنمية المستدامة بالمنطقة العربية.

كلمة أخيرة؟

نتوجّه إلى القيّمين على مجلّة "الفرنشايز" بالثناء والتقدير، ونتمنى لهذه المجلّة الرائدة المزيد من التقدّم والازدهار. متطلّعين إلى أن تتمكن بلداننا من تجاوز الأزمات التي تعانيها، وأن تشهد تعافيا اقتصاديا، بما يحقق الرفاه والازدهار لمصلحة بلداننا وشعوبنا العربية.

 

 


الأكثر شيوعاً في المنتدى